[size=18] (( [color=blue]رواية من الأدب السعودي ))
يا الله تكاد تسحرني هذه العبارة .... تعطي ثقل للموضوع .. خصوصا مع ارتفاع أسعار النفط اليومين هذي ...
عندي إحساس أن هذه الرواية ستساهم في سحب البساط من تحت أقدام الذين تربعوا على عرش الأدب فترة طويلة ....
وممكن يخبط معي الحظ واحصل على نوبل بالمرة .... أو أقلها كم لقاء على الهوا ... سوا ..خططت لبعيد ... عندنا مدرس ضخم الجسم يهتم بأناقته كثيرا .. وخصوصا حلق شنبه ولحيته ... فهو يحلقهما حتى بين الحصص على ما يبدو ..( أتوقع يصير وزير ) أعطيته الأوراق ليطلع عليها ويختار لها عنوان .. وإذا أمكن مقدمه ...
تناولها بفرح وخصوصا عندما لمح عبارة ( من الأدب السعودي ) و لمعت عيناه ببريق غامض ...
قرأ الأوراق أثناء الحصة ووافق ذلك مرور المدير فنشبت بينهما معركة كلامية حول حرمة تضييع وقت الطلاب ( المدير كان مدرسا لا يحضر الحصص أصلا )استشرت زميلي آنف الذكر في العنوان ... فقال بكل قرف ...
- جربوع في المعرض
= أنا الجربوع يا ثوووور
- كثيرة عليك جربوع كمان
= ....... ( نموذج تقليدي لمدرس وطني )
إلى هذه اللحظة لم ندخل في السالفة ... وأعتقد انه آن الأوان لذلك ...
خذوا السالفة ...
الحقيقة أنا مدرس أصلا والسيارات مجرد هواية غلبت على المهنة الأصلية ( الازدواجية شيء مألوف في كل ما حولنا ) ... بدايتها كانت أول سنه في الجامعة اشترى لي أهلي سيارة ..... وبما أن أخي صاحب معرض سيارات وذا خبرة واسعة كانت السيارة ممتازة ورخيصة ...
يوم من الأيام كنا في المعرض وجاء زبون يدور سيارة وسأل عن سيارتي بكم ؟؟؟
قلنا له هذي ما هي للبيع ...فزاد إعجابه بها وكل ممنوع مرغوب (مرغوب يعني : يخرب بيت اللي يقرب منّه ) ...
دخل أخي بيننا –وهو يغمزني بأفضل منها – وباع السيارة بسعر خيالي مقارنة بسعرها الحقيقي ... وحط الفلوس في يدي ...
شريت بقيمتها سيارتين متوسطة الحالة .. وبعت الثنتين بعد فتره قصيرة بمكسب حلو
انفتحت نفسي لشغلة السيارات وصرت (أطقطق فيها خلال الجامعة بالتعاون مع الهامور ( أخي صاحب المعرض )
تخرجت من الجامعة وأنا شريك لأخي في المعرض ادفع معه الإيجار ولي زاوية من المعرض فيها سياراتي ... وصرت خبير سيارات قَدْ الدنيا ..
تخرجت من الجامعة ثم تعينت في قرية نائية وبعد سنتين فقط تمكنت من العودة إلى مدرسة قريبه جدا من بيتنا ... ( إيه نعم ... بعد سنتين فقط رجعت إلى مدينتي .. عادي جدا .. كان هذا يحصل في غابر الأزمااان )
خلال السنتين قسطت سيارات على كل زملائي في المدرسة تقريبا وعلى إمام المسجد في القرية ومشى الحال ... ( كان الحال حلاوة قبل ما تجي الأسهم وتحوس الدنيا )
برنامجي اليومي معروف .. في الصباح مدرس قد الدنيا ... وفي المساء شريطي برضو قد الدنيا ...
طاري الزواج الحقيقة ما هو غايب عن البال لكن أيضا ليس له الحضور القوي اللي يشغلني ....
أختي مدرسة في مدرسة خاصة وفي جلسة أخويه
- قالت : ليش ما تتزوج وتفكنا منك ... تراك غثيتنا والله ..
= ومين تعيسة الحظ اللي بتتورط فيَّه ؟؟؟
- إلا قل سعيدة الحظ .... وحده من زميلاتي توها متخرجة تقول للقمر طيح وأجي مكانك .. جمال وثقافة .. مدرسة كمبيوتر في المدرسة ...
= كمبيوتر !!! أممممم ... جميل جدا ...
للمعلومية عندي كمبيوتر افتحه في السنة مرتين .. نهاية الفصل الأول علشان اكتب أسئلة الطلاب - لأن خطي مش ولا بد – ومره ثانيه في نهاية السنة لنفس السبب .. وغير كذا مفيش ...!!
الحقيقة أعجبتني سالفة الزواج هذي...وأختي تمدح في البنت لين وصلتها السماء ... أعطيتها الضوء الأخضر تشوف لي الموضوع
بعد كم يوم جات أخبار طيبه من اختنا المصون : إن البنت وأمها ما عندهم مانع لكن قبل لا يصير أي شيء رسمي لازم تكون فيه تسييره خطافيه وشوفه شرعية وبعدها يقرر كل واحد من الطرفين المضي قُدُما أو يتراجع ...
في عصريه من العصاري لقطتُ أمي وأختي ورحنا لبيت البنَـيَّـه ...
استقبلنا أخ لها صغير حبوب ودخلني المجلس ودخلت أمي وأختي من الجهة الثانية ثم اختفى الولد ... ثم دخلت أمي وأختي المجلس ومعهم أم البنت ...
أختي جلست بجواري وأمي وأم البنت على الطرف الثاني من الكنبة اللي بشكل حرف ( L )
تكلمت أم البنت كلمتين حلوه معناها : أن الزواج قسمه ونصيب وربنا شرع الشوفة علشان كل واحد يشوف الطرف الثاني .. ( وزعل اليوم ولا زعل بكره )
أكَّدَت أمي الكلام بكلام مماثل بينما اكتفيت أنا بهز راسي وابتسامات مالها داعي لكن لم أجد غيرها ....
قامت أم البنت .. .. ثم رجعت ومعها بنتها بكاسات عصير حطتهم على الطاولة في الوسط ثم جلست جنب أمها في الطرف البعيد
هذا موقف صعب .. 660000
مشاعري وخواطري متزاحمة وملخبطه أكثر من زحمة الطلاب عند باب المدرسة المستأجرة نهاية الدوام ...
أولا : أنا شفتها كويس لما دخلت .. وبعدين صرفت نظري بسرعة لما شفت أمها تطالعني ... وأخذت أتأمل إبهام قدمي ...
جَلَسَت .. الحقيقة إنها جميله ... وجدتها ذات جمال باهر .. يفوق بمراااااحل جمال أااا .... ( مفيش داعي : انتو عارفين )
كانت نحيفة جدا تذكرت مدرس رياضيات زمان كان يقول لنا : المستقيم هو طول بدون عرض ...
انتبهت لنفسي من دقات أختي لي بكوعها تقول طالع في البنت ...
.. والأمهات شغالين ثرثرة ...
دورت لها ما حصلتها !!؟؟ .. ما ادري كيف إنـخَشَّت في الكنبة بجنب أمها حتى صرت ما أشوف إلا شي بسيط من أطراف ثيابها ...
تأملت إبهام قدمي مرة أخرى ... ثم رفعت رأسي لإتفاجأ بها مطلعه رأسها من وراء أمها وتقزني بعيونها من فوق لتحت تقول شمعات (في اكس زينون )... بس عيونها كانت حلوه ...
استأذنَّا ومشينا
أختي تسألني : اش رأيك ؟؟؟
أنا في السيارات أعرف مشاعري تجاه السيارة من أول نظرة ... وإذا شكيت في نظافة السيارة أخلو بها خلوه شرعيه أقل من ربع ساعة ( آخذ فيها مشوار يعني ) وبسر المهنة أحط التقرير اللي ما يخرّش المويه
لكن الموضوع هنا يختلف !!؟؟
مع البنت هذي ما عرفت مشاعري .. لا حب ولا غير ..... لا رغبة ولا عدم .. لكني ناوي أتقدم لان جميع مواصفاتها قياسية .... باقي رأيها هي ...
عندما التقيت بأختي بعد دوام اليوم الثاني أخذت الأخبار ...
- والله يا عزيزي البنت مترددة شويه .. تقول انك .... امممممم .... سمين شويه .......
= ... سمييييين ... أكون متقدم مذيع تلفزيوني وأنا مدري ...
- ما عليك منها دلع بنات .. اصبر شويه .. ودها تشوف أنت مصمم ولا لا ...
( ما تبغاني ؟؟!! ) ... المسأله صارت عناد ... احد يرفضني ؟؟؟!!! .. ( وَخَشّت في نافوخي ) ...
.....
الحقيقة أنا سمين شويه ... بس ما هو لدرجة إن واحده تردني ... لكن بيني وبينكم .. أنا لما رحت مع أختي وأمي ما جاء على بالي أبدا إن الشوفه للطرفين ( دايما أنا اللي أشوف السيارات ... ما عمر سيارة شافتني ) وعلى هذه القاعدة ما استعديت للشوفة بأي شيء إطلاقا ... اللهم إلا أني عدَّلت العقال قبل ندخل عليهم ... والجدير بالذكر أن عقالي دايما مايل على جنب ما يتعدل الا في أوقات نادرة جدا وسريعا ما يعود إلى وضعه الطبيعي ...
اليوم الثاني .... الوالد الله يعطيه الصحة والعافية يطلبني بالاسم شخصيا في اجتماع مغلق بحضور مديرة أعماله فقط (الوالدة)
دخلت عليهم .. الوالد جلسته المعتادة متكّي وعصاه في يده ... ألقيت نظره خَطّافية على الوالدة يمكن اعرف نوع الموضوع .. لكنها ما هي حولي مشغولة بصب القهوة للوالد ...
لكنَّ العصا ... وما أدراك ما العصا ... تقول إن الموضوع زففففت
عصا ( بابا ) هذه - يالربع - بيني وبينها ثارات قديمه ... استعملها الوالد من زمان على اثر حادث سير .. ولا يوجد في جسمي موضع شبر إلا وفيه ضربة بعرضها أو طعنة برأسها
ولم أجد أبدا أي فرصه لتصفية الحسابات معها ... لأنها ما تفارق أبوي أبدا ... في الصلاة قدامه .. وعند النوم بجواره .. المكان الوحيد اللي يفارقها فيه هو عندما يدخل الحمام يسندها جنب الباب .. لكن هيبته من الداخل تمنعني أهوِّب ناحيتها ... وإن كنتُ انظر لها بنظرات تهديد ووعيد ...
وكلنا في البيت نعرف مزاج الوالد من طريقة حمل العصا إذا كان واقف أو تحريكه لها على الفراش إذا كان جالس ...
(العصا تقول الموضوع زفت )
قربت من الوالد علشان أحب رأسه كالمعتاد .. وإذا بالعصا إياها تعترض على ذلك بضربه غير حانية تعلن أن الوالد في حالة غضب تام ...
همست الوالده ( خايفه لا يسمعها الوالد ) : بالشويش بالولد
- اقعد هناك يالرِّمة
(يالرمه .. الله يستر )
- تفوووووووو ( تفله عذبه ) على هذا الشنب اللي ماهو على رجال .
(علامة استفهام تترنح في مخي تبحث عن اقرب عَمْلة منيله تستحق هذا الوسام ... من زماااااان على هذا الأسلوب التربوي )
- الحين يا قليل الحيا من متى ورجالنا يمشون ورا الحريم ..؟؟ ... تخطب عند الناس ورا أمك وأختك يالانثى ...
( افففففف ... انثى مررره وحده )
- انت ما تدري يالحماااااار ان بنت عمك ملزومة لك وأنت باقي تطلع الشارع بدون سروال ..
( آآااااه بنت عممممك )
وبعد محاوره شيّقة من طرف واحد فقط .. انتهى المجلس بتوصيات إلزامية بالاعتذار من هذولي الناس .. وزيارة نهاية الأسبوع لعمي في البر لخطبة بنتهم رسميا ...
- قم انقلع ...
.... انقلعت بطيب خاطر برضو ... ( إش هذا العلم اللّي لا على البال ولا على الخاطر )
طلعت من البيت ورجعت في وقت متأخر وأنا مستسلم لرأي الوالد ... بس الإحراج كيف نعتذر من الناس ....
رميت المهمة بِرُمَّتها لأختي ....
دار جدال عنيف بيني وبين أختي .. كانت حريصة جدا أن أواجه الوالد لأنها تزعم أنني أنا الذي سوف يتزوج وليس الوالد .. وأنها لو كانت رجلا لفعلت وفعلت ... وغيرت قوانين الأرض ... إلى آخره ( مما هو في الأصل حبه ولكنه ينقلب ببراعتها إلى قبة )
راحت أختي للمدرسة بعد ليله طويلة من الهم .. وتقليب الكلام على أوجهه ... المهم قابلت زميلتها وقامت تدوّر لأسلوب مناسب وإذا بزميلتها تخش في الموضوع وتقول إن أمها معترضة على الزواج ومدري ايش ... ولا تزعلين مني... ( الحقيقة ودها تنسحب وما ودها تجرحنا وقامت تحط اللوم على أمها ...)
قالت أختي ( وقد انفرجت أساريرها ) : أبدا ما فيه شي يزعل والزواج قسمه ونصيب ولو انه صعب يحصّل زيك ...... ثم تنفست الصعدااااااء
............
يتبـــــــــــــــــــع